- الصلاةُ الصلاة
كان أمير المؤمنين علي رضي الله عنه شديد الاهتمام بأمر الصلاة , فقد كان يمر في الطريق مناديا : الصلاةَ الصلاة , كان يوقظ الناس لصلاة الفجر.
120- علي يحقق في قضية قتل
شكا شاب إلى علي بن أبي طالب نفراً , فقال : إن هؤلاء خرجوا مع أبي في سفر فعادوا ولم يعد أبي , فسألتهم عنه , فقالوا : مات , فسألتهم عن ماله : فقالوا : ما ترك شيئاً , وكان معه مال كثير , وترافعنا إلى شريح فاستحلفهم وخلى سبيلهم , فدعا عليّ بالشرطة , فوكل بكل رجل رجلين , وأوصاهم ألا يمكنوا بعضهم يدنون من بعض , ولا يمكنوا أحدا يكلمهم , ودعا كاتبه , ودعا أحدهم , فقال : أخبرني عن أب هذا الفتى , أي يوم خرج معكم؟ وفي أي منزل نزلتم ؟ وكيف كان سيركم ؟ وبأي علة مات ؟ وكيف أصيب بماله ؟ وسأله عمن غسله ودفنه ومن تولى الصلاة عليه وأين دفن ونحو ذلك , و الكاتب يكتب , فكبر عليّ وكبر الحاضرون و المتهمون لا علم لهم إلا أنهم ظنوا أنا صاحبهم قد أقر عليهم , ثم دعا آخر بعد غيب الأول عن مجلسه , فسأله كما سأل صاحبه , ثم الآخر كذلك حتى عرف ما عند الجميع , فوجد كل واحد منهم يخبر بضد ما أخبر به صاحبه , ثم أمر برد الأول فقال : يا عدو الله , قد عرفت عنادك وكذبك بما سمعت من أصحابك وما ينجيك من العقوبة إلا الصدق ثم أمر به إلى السجن وكبر وكبر معه الحاضرون فلما أبصر القوم الحال لم يشكوا أن صاحبهم أقر عليهم فدعا آخر منهم فهدده فقال : يا أمير المؤمنين , والله لقد كنت كارهاً لما صنعوا , ثم دعا الجميع فأقروا بالقصة واستدعى الذي في السجن وقيل له : قد أقر أصحابك ولا ينجيك سوى الصدق , فأقر بكل ما أقر به القوم , فأغرهم المال , وأقاد منهم القتيل.
121- وطء الحائض
سأل عمر رضي الله عنه علياً : ما ترى في رجل وقع على امرأته و هي حائض ؟ قال : ليس عليه كفارة إلا أن يتوب .
122- صلاة العيد
لما تولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصار بالكوفة , وكان الخلق بها كثيرين , قالوا : يا أمير المؤمنين , إن بالمدينة شيوخاً وضعفاء يشق عليهم الخروج إلى الصحراء , فاستخلف علي بن أبي طالب رجلا يصلي بهم العيد في المسجد وهو يصلي بالناس خارج الصحراء , ولم يكن يفعل هذا قبل ذلك , وعلي من الخلفاء الراشدين .
123- ذبيحة الفخر
عن الجارود بن سبرة قال : كان رجل من بني رياح يقال له ابن وشيل – وهو سحيم – قال : وكان شاعراً نافراً غالبه أبو فرزدق الشاعر بماء بظهر الكوفة على أن يعقر هذا مائة ناقة من إبله وهذا مائة ناقة من إبله إذا وردت , فلما وردت الإبل الماء قاما إليها بالسيوف فجعلا يكسعان عراقيبها , فخرج الناس على الحمرات يريدون اللحم , وعلي بالكوفة , فخرج على بغلة رسول الله وهو ينادي : يا أيها الناس , لا تأكلوا من لحومها فإنه اُهل بها لغير الله .
124- يعلم المسلمون الرجم
جاء المسلمون لعلي بامرأة زنت واعترفت , فحفر لها حفرة بالسوق فدار الناس عليها أو بها , فضربهم بالدرة ثم قال : ليس هكذا الرجم إنكم إن تفعلون هذا يفتك بعضكم ببعض ولكن صفوا كصفوفكم للصلاة ثم قال : أيها الناس إن أول الناس يرجم الزاني الإمام إذا اعترف وإذا شهد أربعة من الشهود على الزنا , أول الناس يرجم الشهود بشهادتهم عليه ثم الإمام ثم الناس ثم رماها بحجر وكبر , ثم أمر الصف الأول فقال : ارموا ثم قال : انصرفوا وكذلك صفاً صفا حتى قتلوها .
125- المكرهة على الزنا
أتت امرأة إلى عمر بن الخطاب فقالت : إني زنيت فارجمني فردها حتى شهدت أربع شهادات فأمر برجمها , فقال علي : يا أمير المؤمنين ردها فاسألها ما زناها لعل لها عذراً فقال : ما زناك ؟ قالت : كان لأهلي إبل فخرجت في إبل أهلي وكان لنا شريك فخرج في إبله فحملت معي ماء ولم يكن في إبلي لبن , وحمل شريكنا ماء وكان في إبله لبن , فنفد مائي فاستسقيت فأبى أن يسقيني , حتى أمكنه من نفسي , فأبيت حتى كادت نفسي تخرج أعطيته , فقال علي : الله أكبر , فمن اضطر غير باغ و لا عاد , أرى أن لها عذراً .
126- شارب الخمر في رمضان
عن عطاء عن أبيه أن علياً ضرب النجاشي الحارثي الشاعر الذي شرب الخمر في رمضان ثمانين ثم حبسه , فأخرجه الغد فضربه العشرين. ثم قال له : إنما جلدتك هذه العشرين بجرأتك على الله تعالى , وإفطارك في رمضان.
127- من قطعكم ؟
عن حجية بن عدي : كان علي يقطع ويحسم ويحبس فإذا برئوا أرسل إليها فأخرجهم ثم قال : ارفعوا أيديكم إلى الله فيرفعونها , فيقول : من قطعكم ؟ فيقولون : علي , فيقول : ولم ؟ فيقولون : سرقنا , فيقول : اللهم اشهد , اللهم اشهد .
128- نعم لطمت عينه
طاف عمر بن الخطاب بالبيت الحرام يوماً وعلي يطوف معه وإذا برجل يعترض عمر ويقول : يا أمير المؤمنين خذ حقي من علي بن أبي طالب , فقال : وما باله ؟ قال : لطم عيني , فوقف عمر , حتى لحق به علي فقال : ألطمت عين هذا يا أبا الحسن ؟ قال نعم , يا أمير المؤمنين . قال : ولِم ؟ قال : لأني رأيته يتأمل حرم المؤمنين في الطواف , فقال عمر: أحسنت يا أبا الحسن .
129- فعفا عنهما
أتى برجل إلى أمير المؤمنين على من ضربة بيده سكين ملطخة بدم , وبين يديه قتيل يتشحط في دمه , فسأله , فقال : أنا قتلته , قال : اذهبوا به فاقتلوه فلما ذهب به أقبل رجل مسرعاً فقال : يا قوم لا تعجلوا ردوه إلى علي فردوه ,فقال الرجل: يا أمير المؤمنين ما هذا صاحبه , أنا قتلته , فقال علي للأول : ما حملك على أن قلت أنا قاتله , ولم تقتله ؟ قال : يا أمير المؤمنين وما أستطيع أن أصنع وقد وقف العسس على الرجل يتشحط في دمه , وأنا واقف بين يدي سكين , وفيها أثر دم وقد أخذت من الخربة , فخفت إلا يقبل مني , وأن يكون قسامة , فاعترفت بما لم أصنع , واحتسبت نفسي عند الله , فقال علي : بأس ما صنعت , فكيف كان حديثك ؟ قال : إني رجل قصاب خرجت من حانوتي في الغلس , فذبحت البقرة وسلختها فبينما أنا أسلخها و السكين في يدي أخذني البول , فأتيت خربة كانت بقربي , فدخلتها لقضاء حاجتي وعدت أريد حانوتي , فإذا بهذا المقتول يتشحط في دمه , فراعني أمره ووقفت أنظر إليه و السكين في يدي , فلم أشعر إلا بأصحابك وقفوا علي فأخذوني , فقال الناس : هذا قتل هذا , ما له من قاتل سواه , فأيقنت أنك لا تترك قولهم بقولي , فاعترفت بما لم أجنيه , فقال علي للمقر الثاني : فأنت كيف كانت قصتك ؟ فقال : أغواني إبليس فقتلت الرجل طمعاً في ماله , ثم سمعت حس العسس فخرجت من الخربة , واستقبلت هذا القصاب على الحال التي وصفها , فاستترت منه ببعض الخربة , حتى أتى العسس فأخذوه وأتوا به , فلما أمرت بقتله علمت أنني سأبوئ بدمه أيضاً , فاعترفت بالحق , فقال علي للحسن : ما الحكم في هذا ؟ قال: يا أمير المؤمنين إن كان قتل نفساً فقد أحيا نفساً, وقد قال الله تعالى: ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً فخلى عنهما وأخرج دية القتيل من بيت المال .
130- يجلد من ينال عائشة
قال رجل يا أمير المؤمنين : إن على الباب رجلين ينالان من عائشة , فأمر على القعقاع بن عمرو أن يجلد كل واحد منهما مائة , وأن يخرجهما من ثيابهما وقد قام القعقاع بذلك .
131- علي وابن طلحة
عن ربعي بن حراش قال : إني لعند علي جالس إذ جاء ابن طلحة فسلم على علي , فرحب به علي فقال : ترحب بي يا أمير المؤمنين , وقد قتلت و الدي وأخذت مالي ؟ قال: أما مالك فهو معزول في بيت المال فاغد إلى مالك فخذه, وأما قولك: قتلت أبي فإني أرجوا أن أكون أنا وأبوك من الذين قال الله فيهم: ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين .
132- إخواننا بغوا علينا
سئل علي عن أهل الجمل ؟ أمشركون ؟ قال : من الشرك فروا , قيل : أمنافقون هم ؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا, قيل: فما هم ؟ قال : إخواننا بغوا علينا.
133- ارضي بقضاء الله
نظر علي بن أبي طالب إلى عدي بن حاتم كئيبا ً, فقال: يا عدي, ما لي أراك كئيباً حزيناً ؟ قال : وما يمنعني وقد قتل ابناي وفقئت عيني ؟ فقال: يا عدي إنه من رضي بقضاء الله جرى عليه وكان له أجر, ومن لم يرض بقضاء الله جرى عليه وحبط عمله.
134- بل الأولى خير
خفف أعرابي صلاته , فقام إليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بالدرة , وقال أعدها , فلما فرغ قال له : أهذه خير أم الأولى ؟ فقال : بل الأولى . قال : لِم ؟ قال : لأن الأولى صليتها , وهذه فرقاً ( خوفاً ) من الدرة فضحك علي رضي الله عنه , وأرضاه .
135- إنما ذا شيء الله
جاء جعدة بن هبيرة إلى علي رضي الله عنه فقال : يا أمير المؤمنين , يأتيك الرجلان , أنت أحب إلى أحدهما من أهله وماله , والآخر لو يستطيع أن يذبحك لذبحك , فتقضي لهذا على هذا ؟ قال: فلهزه علي وقال: إن هذا شيء لو كان لي فعلت ولكن إنما ذا شيء لله.
136- عليّ ومولود ابن عباس
افتقد علي بن أبي طالب عبد الله بن العباس وقت صلاة الظهر , فقال لأصحابه : ما بال أبا العباس لم يحضر ؟ قالوا : ولد له مولود , فلما صلى علي الظهر , قال : انقلبوا بنا إليه فأتاه فهنأه , فقال له : شكرت الواهب , وبروك لك في الموهوب , فما أسميته ؟ قال: لا يجوز لي أن أسميه, حتى تسميه أنت, فأمر به, فأخرج إليه فأخذه فحنكه, ودعا له, وقال: خذه إليك: أبا الملاك, وقد سميته علياً وكنيته أبا الحسن.