مع الخلفاء
أبي بكر , وعمر , وعثمان
65- يبايع الصديق مستعجلاً
كان علي بن أبي طالب في بيته , فأتاه رجل فقال له : قد جلس أبو بكر للبيعة , فخرج علي إلى المسجد في قميص له , ما عليه إزار ولا رداء , وهو متعجل , كراهة أن يبطئ عن البيعة فبايع أبا بكر , ثم جلس , وبعث إلى ردائه فجاؤوه به , فلبسه فوق قميصه .
66- أي الناس خير ؟
عن محمد ابن الحنيفة قال : قلت لأبي : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبوبكر , قلت ثم من ؟ قال : عمر , خشيت أن يقول عثمان . قلت ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين .
67- من أشجع الناس؟
عن محمد بن عقيل بن أبي طالب قال : خطبنا علي فقال : أيها الناس من أشجع الناس ؟ قلنا : أنت يا أمير المؤمنين , قال : ذاك أبو بكر الصديق إنه لما كان في يوم بدر وضعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم العريش , فقلنا : من يقم عنده لا يدنو إليه أحد هوى إليه أبو بكر بالسيف , ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذته قريش عند الكعبة فجعلوا يتعتعونه ويترترونه , ويقولون : أنت الذي جعلت الآلهة إلهاً واحداً , فو الله ما دنا إليه إلا أبو بكر , ولأبي بكر يومئذ ظفيرتان , فأقبل يجأ هذا ويدفع هذا , ويقول : ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبـينات من ربكم وقطعت إحدى ظفيرتي أبي بكر , فقال علي لأصحابه : ناشدتكم الله أي الرجلين خير , مؤمن آل فرعون أم أبو بكر ؟ فأمسك القوم , فقال علي : والله ليوم من أبي بكر خير من مؤمن آل فرعون , ذلك رجل يكتم إيمانه فأثنى الله عليه وهذا أبو بكر بذل نفسه ودمه لله .
68- سرك الله
أراد أبو بكر أن يغزو الروم فشاور جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدموا وأخروا فاستشار علي بن أبي طالب فأشار أن يفعل , فقال : إن فعلت ظفرت فقال : بشرت بخير , فقام أبو بكر في الناس خطيباً , وأمرهم أن يتجهزوا إلى الروم , وفي رواية : سأل الصديق علياً كيف ومن أين تبشر ؟ قال : من النبي صلى الله عليه وسلم حيث سمعته يبشرك بتلك البشارة , فقال : أبو بكر : سررتني بما أسمعتني من رسول الله يا أبا الحسن , سرك الله .
69- فاطمة تسامح أبا بكر
لما مرضت فاطمة أتاها أبو بكر الصديق فاستأذن عليها , فقال علي : يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك ؟ فقالت : أتحب أن آذن له ؟ قال : نعم , فأذنت له فدخل عليها يترضّاها . فقال : والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ومرضاة رسوله , ومرضاتكم أهل البيت ثم ترضّاها حتى رضيت .
70- والله لا يصلي عليها غيرك
ماتت فاطمة بين المغرب والعشاء فحضرها أبو بكر وعمر وعثمان والزبير وعبد الرحمن بن عوف فلما وضعت ليصلى عليها , قال علي : تقدم يا أبا بكر , قال أبو بكر , وأنت يا أبا الحسن ؟ قال : نعم , فو الله لا يصلي عليها غيرك , فصلى عليها أبو بكر ودفنت ليلاً . وفي رواية : صلى أبو بكر الصديق على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر عليها أربعاً , وفي رواية مسلم : صلى عليها علي بن أبي طالب وهي الرواية الراجحة.
71- ردنا علي
عن أبي ظبيان الجنبي : أن عمر بن الخطاب أتى بامرأة قد زنت , فأمر برجمها , فذهبوا بها ليرجموها , فلقيهم علي رضي الله عنه , فقال : ما هذه ؟ قالوا : زنت فأمر عمر برجمها , فانتزعها علي من أيديهم وردهم , فرجعوا إلى عمر . فقال : ما ردكم ؟ قالوا : ردنا علي , قال : ما فعل هذا علي إلا لشيء قد علمه , فأرسل إلى علي فجاء وهو شبه المغضب , فقال : ما لك رددت هؤلاء ؟ قال : أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ , وعن الصغير حتى يكبر , وعن المبتلى حتى يعقل )) قال : بلى , قال علي : فإن هذه مبتلاة بني فلان , فلعله أتاها وهو بها , فقال عمر : لا أدري , فلم يرجمها .
72- لولا علي لهلك عمر
أتى عمر بامرأة حامل فسألها عمر فاعترفت بالفجور , فأمر بها ترجم , فلقيها عليّ فقال : ما بال هذه ؟ فقالوا : أمر بها أمير المؤمنين أن ترجم , فردها علي فقال : أأمرت بها أن ترجم ؟ قال : نعم , اعترفت عندي بالفجور , قال : هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها ؟ قال علي : فلعلك انتهرتها , أو أخفتها ؟ قال : قد كان كذلك . قال : أو ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( لا حد على معترف بعد بلاء , إنه من قيدت أو حبست أو تهددت فلا إقرار له )) فخلى عمر سبيلها , ثم قال : عجزت النساء أن تلد مثل علي بن أبي طالب لولا عليّ لهلك عمر .
73- ردوا الجهالات إلى السنة
أتى عمر بامرأة أنكحت في عدتها ففرق بينهما وجعل صداقها في بيت المال وقال : لا أجيز مهراً رد نكاحه , وقال : لا تجتمعان أبداً , فبلغ ذلك علياً فقال : وإن كانوا جهلوا السنة لها المهر بما استحل من فرجها ويفرق بينهما فإذا انقضت عدتها فها خاطب من الخطاب , فخطب عمر الناس فقال : ردوا الجهالات إلى السنة , ورجع عمر إلى قول عليّ .
74- علي يجري تجربة كيميائية
أتى عمر بن الخطاب بامرأة قد تعلّقت بشاب من الأنصار وكانت تهواه فلما لم يساعدها احتالت عليه , فأخذت بيضة فألقت صفارها , وصبت البياض على ثوبها وبين فخذيها ثم جاءت إلى عمر صارخة فقالت : هذا الرجل غلبني على نفسي وفضحني في أهلي , وهذا أثر فعاله , فسأل عمر النساء فقلن له : إن ببدنها وثوبها أثر المنى . فهم بعقوبة الشاب , فجعل يستغيث ويقول : يا أمير المؤمنين تثبت في أمري, فو الله ما أتيت فاحشة وما هممت بها . فقد راودتني عن نفسي فاعتصمت , فقال عمر : يا أبا الحسن ما ترى في أمرهما فنظر عليّ ما على الثوب , ثم دعا بماء حار شديد الغليان , فصب على الثوب فجمد ذلك البياض ثم أخذه واشتمه وذاقه , فعرف طعم البيض وزجر المرأة فاعترفت .
75- نفقات الخليفة
لما ولى عمر بن الخطاب أمر المسلمين بعد أبي بكر مكث زماناً , لا يأكل من بيت المال شيئاَ حتى دخلت عليه في ذلك خصاصة ولم يعد يكفيه ما يربحه من تجارته , لأنه اشتغل عنها بأمور الرعية , فأرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشارهم في ذلك فقال : قد شغلت نفسي في هذا الأمر فما يصلح لي فيه ؟ فقال عثمان بن عفان : كل وأطعم , وقال ذلك سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل , وقال عمر لعلي : ما تقول أنت في ذلك قال : غداء وعشاء , فأخذ عمر بذلك .
76- التاريخ الهجري
عندما احتاج عمر رضي الله عنه أن يضع تاريخاً رسمياً ثابتاً لتنظيم أمور الدولة وضبطها , جمع الناس وسألهم : من أي يوم نكتب التاريخ ؟ فقال علي رضي الله عنه : من يوم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك أرض الشرك , ففعله عمر .
77- كسانية خليلي
عن أبي السفر قال : رُثي عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه برد كان يكثر لبسه قال : فقيل : يا أمير المؤمنين إنك لتكثر لبس هذا البرد ؟ فقال : نعم , إن هذا كسانية خليلي وصفيي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ناصح الله فنصحه , ثم بكى .
78- يدافع عن الخليفة المحاصر
أرسل عليّ إلى عثمان فقال : إن معي خمسمائة دارع , فأذن لي فأمنعك من القوم , فإنك لم تحدث شيئاً يستحل به دمك , فقال : جزيت خيراً ما أحب أن يهراق دم في سببي .
79- يدافع عن أبي بكر وعمر
عن سويد بن غفلة , قال : مررت بنفر من الشيعة يتناولون أبا بكر وعمر فدخلت على عليّ فقلت : يا أمير المؤمنين , مررت بنفر من أصحابك آنفاً يتناولون أبا بكر وعمر بغير الذي هما له من الأمة أهل , فلولا أنك تضمر على مثل ما أعلنوا عليه ما تجرؤوا على ذلك فقال عليّ : ما أضمر لهما إلا الذي أتمنى المضي عليه . لعن الله من أضمر لهما إلا الحسن الجميل , ثم نهض دامع العين يبكي قابضاً على يدي حتى دخل المسجد , فصعد المنبر وجلس عليه متمكناً قابض على لحيته ينظر فيها وهي بيضاء , حتى اجتمع له الناس , ثم قام فخطب خطبة موجزة بليغة ثم قال : ما بال قوم يذكرون سيدي قريش وأبوى المسلمين ؟ أنا مما قالوا بريء وعلى ما قالوا مُعاقب , ألا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة , لا يحبهما إلا مؤمن تقي , ولا يبغضهما إلا فاجر ردي , صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدق والوفاء . يأمران ينهيان وما يجاوزان
فيما يصنعان رأى رسول الله , ولا كان رسول الله يرى بمثل رأيهما , ولا يحب كحبهما أحداً , قضى رسول الله وهو عنهما راض , ومضيا والمؤمنون عنهما راضون .
80- عثمان بن علي
عن أبي سعيد الخدري : نظرت إلى غلام أيفع له ذؤابة وجمة , والله يعلم إني منه حينئذ لفي شك , ما أدري غلام هو أم جارية , فمررنا بأحسن منه وهو جالس إلى جانب علي فقلت : عافاك الله , من هذا الفتى إلى جانبك ؟ قال: هذا عثمان بن علي سميته , بعثمان بن عفان وقد سميت بعمر بن الخطاب وسميت بعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سميت بخير البرية محمد , فأما حسن وحسين ومحسن فإنما سماهم رسول الله وعقّ عنهم وحلق رؤوسهم .
81- شهادته في حق أبي بكر وعمر
قال علي بن أبي طالب في أبي بكر وعمر : والذي خلق الحبة وبرأ النسمة , لا يحبهما إلا مؤمن تقي ولا يبغضهما إلا فاجر رديّ , صحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدق والوفاء يأمران وينهيان وما يجاوز فيما يصنعان رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولا كان رسول الله يرى يرى بمثل رأيهما , ولا يحب كحبهما أحد , قضى رسول الله وهو عنهما راض ومضيا والمؤمنون عنهما راضون إلى أن قال في أبي بكر وكان والله خير من بقى , أرحمه رحمة , وأرأفه رأفة , وأثبته ورعاً , وأقدمه سناً وإسلاماً , فسار فينا سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مضى على ذلك ثم ولى عمر الأمر من بعده فأقام الأمر على منهاج النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه , يتبع آثارهما كاتباع الفصيل أمه إلى أن قال : فمن لكم بمثلهما رحمة الله عليهما ورزقنا المضي على سبيلهما فإنه لا يبلغ مبلغهما إلا باتباع آثارهما والحب لهما , ألا من أحبني فليحبهما ومن لم يحبهما فقد أبغضني وأنا منه بريء .
82- يدخل الماء لعثمان
قال جبير بن مطعم : لما حُصر عثمان رضي الله عنه حتى والله ما يشرب إلا من الفقير , فقير الدار , فدخلت على عليّ بن أبي طالب , فقلت : يا ابن أبي طالب أقد رضيت بهذا ؟ أن يحصر ابن عمك حتى والله ما يشرب إلا من فقير الدار , فقال علي : سبحان الله !! فقد بلغوا منه هذا , قال جبير : نعم وأشد من هذا , قال فحمل على الرواية حتى أدخلها عليه وسقاه .
83- علي واليهودي الحاقد
قال أحد اليهود لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه : ما دفنتم نبيكم حتى اختلفتم فقال له : إنما اختلفنا عنه لا فيه , ولكنكم ما جفت أرجلكم من البحر حتى قلتم لنبيكم : { اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون }