- هذا وصف علي بن أبي طالب
وصف ضرار بن ضميرة الكناني علي بن أبي طالب لمعاوية بن أبي سفيان فقال : كان يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل وظلمته , وأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه , وقد أرخى الليل سدوله , وغادرت نجومه يتململ في محرابه قابضاً لحيته يتململ تململ السليم , ويبكي بكاء الحزين , فكأني أسمعه الآن وهو يقول : يا ربنا يا ربنا , يتضرع إليه ثم يقول للدنيا : أبي تغررت أم إلى تشوفت هيهات هيهات , غُري غيري , قد بنتك ثلاثاً , فعمرك قصير , ومجلسك حقير , وخطرك يسير , آه من قلة الزاد , وبعد السفر ووحشة الطريق , فوكفت دموع معاوية على لحيته , وما يملكها وجعل ينشفها بكمه , وقد اختنق القوم بالبكاء , فقال : كذا كان أبو الحسن رحمه الله , كيف وجدك عليه يا ضرار ؟ قال : وجد من ذُبح واحدها في حجرها , لا يرقأ دمعها , ولا يسكن حزنها ثم قام فخرج.
112- سفر الآخرة طويل
دخل الأشتر النخعي على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو قائم يصلي بالليل , فقال له يا أمير المؤمنين , صوم بالنهار وسهر بالليل , وتعب فيما بين ذلك فلما فرغ علي من صلاته قال له : سفر الآخرة طويل , فيحتاج إلى قطعه بسير الليل.
113- يا حملة العلم
قال علي بن أبي طالب : يا حملة العلم اعملوا به , فإنما العالم من عمل بما علم ووافق علمه عمله , وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم تخالف سريرتهم علانيتهم ويخالف علمهم عملهم , يجلسون حلقاً , فيباهي بعضهم بعضاً حتى إن أحدهم ليغضب على جليسه حين يجلس إلى غيره ويدعه , أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله عز وجل.
114- مستجاب الدعوة
كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صاحب دعوة مستجابة , فعن زاذان أبي عمر أن رجلاً حدث علياً بحديث فقال : ما أراك إلا قد كذبتني , قال : لم أفعل قال : أدعو عليك إن كنت كذبت , قال : ادع , فدعا فما برح حتى عمى.
115- حق الطعام
عن ابن أعبد قال : قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه : يا ابن أعبد, هل تدري ما حق الطعام ؟ قال : قلت : وما حقه يا ابن أبي طالب ؟ قال : : تقول بسم الله , اللهم بارك لنا فيما رزقتنا , قال : وتدري ما شكره إذا فرغت , قال قلت : وما شكره ؟ قال : تقول الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا.
116- ما ثبات الدين و ما زواله ؟
قال:مير المؤمنين علي بن أبي طالب يدخل السوق وبيده الدرة وعليه عباء ويقول : أيها التجار خذوا الحق , وأعطوا الحق تسلموا , لا تردوا قليل الربح فتحرموا كثيرة , ونظر إلى رجل يقص ,فقال له : أتقص ونحن قريب عهد برسول الله , لأسألنك فإن أجبتني وإلا جعفتك بهذه الدرة , ما ثبات الدين وما زواله ؟ قال : أما ثباته فالورع , وأما زواله فالطمع , قال : أحسنت , قص فمثلك من يقص.
117- ألا تغارون ؟
أنكر أمير المؤمنين عليُ على أناس لا يمنعون نساءهم من الخروج إلى الأسواق ومزاحمات الكفار فقال لهم : ألا تستحون أو ألا تغارون ؟ فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج.
118- يحبس أهل الشر و الفساد
كان علي بن أبي طالب إذا كان في القبيلة أو القوم الرجل الداعر حبسه , فإن كان له مال أنفق عليه من ماله وإن لم يكن له مال أنفق عليه من بيت مال المسلمين و قال : يحبس عنهم شره ويُنفق عليه من بيت مالهم.