عن عبد الله بن سلام قال: إنّ الله تعالى لما خلق الخلق واستووا على أقدامهم رفعوا رؤوسهم إلى السماء وقالوا: يا رب مع من انت ؟ قال: مع المظلوم حتى يؤدى له حقه.
وعن وهب بن منبه قال: بنى جبار من الجبابرة قصرا وشيده، فجاءت عجوز فقيرة فبنت إلى جانبه كوخا تاوي إليه، فركب الجبار يوما وطاف حول القصر فرأى الكوخ، فقال: لمن هذا؟ فقيل: لامرأة فقيرة تأوي اليه. فأمر به فهدم، فجاءت العجوز فرأته مهدوما، فقالت: من هدمه؟ فقيل: الملك رآه فهدمه. فرفعت العجوز رأسها الى السماء وقالت: يا رب اذا لم أكن أنا حاضرة فأين كنت أنت؟ قال: فأمر الله جبريل أن يقلب القصر على من فيه فقلبه.
وقيل لما حبس خالد بن برمك وولده قال: يا أبتي بعد العز صرنا في القيد والحبس. فقال: يابني دعوة المظلوم سرت بليل غفلنا عنها، ولم يغفل الله عنها. وكان يزيد بن حكيم يقول: ماهبت أحدا قط هيبتي رجلا ظلمته وأنا أعلم أنه لا ناصر له إلا الله، يقول لي حسبي الله، والله بيني وبينك.
وحبس الرشيد أبا العتاهية الشاعر، فكتب إليه من السجن هذين البيتين شعرا:
أما والله إن المظلوم شوم ومازال المسيء هو المظلوم
ستعلم يا ظلوم إذا التقينـا غدا عند المليك من الملـــوم