موضوع: مكانة المدرسة في حياتنا اليوم في 3:40 pm
--------------------------------------------------------------------------------
خلق الله الانسان ككائن مميز عن بقية المخلوقات بميزة العقل وجعله بذلك مركزا للكون.
حيث ان هذا الانسان هو الكائن الوحيد الذي يتمتع بنعمة التفكير الابداعي والتعلم
والخبرة.وهي قيمة جعلت من الانسان المسؤول الوحيد والاوحد عن مصيره وحياته ما دام
يملك الامكانيات العقلية والجسدية لنهج اشكال السلوك والتفكير المطلوبة منطقيا.
ومن اهم وظائف العقل وظيفة التفكير الذي يتطور الى تعلم عن طريق التعلم نفسه
سواء كان تعلما رسميا مؤسساتيا او تعلما غير رسمي ومرتبط بتجارب الحياة.التعلم
الرسمي المؤسساتي هو ذلك الذي يحدث بين اسوار المدرسة ويكون هذا التعلم هو هدف
في حد ذاته.اما التعلم غير الرسمي فهم الذي يحدث من خلال المرور باحداث في الحياة
تنتج عنها خبرة معينة.وحيث ان التعلم غير الرسمي لا يمكن تأطيره او استهدافه,فان
التعليم الرسمي عكس ذلك تماما.فالمدارس لها مقرر واشكال من التربية المستهدفة ولا
يكون العمل فيها عشوائيا وغير محدد سلفا.فهل للمدرسة مكانة تأهلها للتأثير في
حياتنا ؟
تتجلى اهمية المدرسة عبر التاريخ وباختلاف الامم والشعوب في كونها الاطار العام
الذي يشمل اشكال السلوك واهداف التعلم المطلوب.بالتالي فهي مكان يتم فيه محاولة
انتاج اشكال معينة من السلوك تماما كالتجنيد الذي يحدث في التكنات العسكرية.
وهكذا فقد اختلف الامر بين الامم الديموقراطية والامم الدكتاتورية.ففي الديموقراطية
يتعلم التلميذ طرق التفكير ولا يتم شحن فكره بمعلومات ومسلمات غير قابلة للنقاش
بل ان ذلك يحدث في النظم الدكتاتورية فقط.اما في دولنا العربية فمكانة المدرسة
تراجعت كثيرا ,خاصة في المجال التربوي وصار التركيز الاكبر على التعليم وحتى
المواد الذي تستهدف التربية صارت مهملة اكثر ودون اهمية تذكر في تحديد النجاح
والرسوب.ومن هنا فان ما يربي اطفالنا اليوم هي الاسرة اولا تم المحيط الاجتماعي
والشارع دون نسيان الدور المحوري للاعلام بكل اشكاله.بل ان الاعلام صار اكثر مصادر
التربية تأثيرا باعتماده على الصورة والوسائل الحديثة في الاقناع في وقت عجزت فيه
المدارس عن مسايرة العصر وصارت تحاول اللحاق بما سبقها اثناء سباتها.
لقد صنعت المدارس اجيالا صالحة في عالمنا العربي,اجيالا واعية بمكانة التعلم
وضرورة التحديث.ولا يمكننا ان نكون سلبين بالقول انها لم تساهم ابدا في القدر
البسيط من تطورنا.الا ان انعدام مسايرتها للعصر والتطور الحاصل في كل المجالات
يجعلها دائما على هامش الفاعلية.ولاننا لا يمكن ان نستغني عنها ابدا فيجب علينا ان
نسعى الى تطويرها.