مدرسة عثمان بن عفان المستقلة
مرحبا بك بمنتدى مدرسة عثمان بن عفان ... نرجو أن تقضي وقتا طيبا

مع تحيات إدارة المنتدى
مدرسة عثمان بن عفان المستقلة
مرحبا بك بمنتدى مدرسة عثمان بن عفان ... نرجو أن تقضي وقتا طيبا

مع تحيات إدارة المنتدى
مدرسة عثمان بن عفان المستقلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى مدرسة عثمان بن عفان النموذجية المستقلة
 
الرئيسيةحضارة اليمن I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حضارة اليمن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يوسف الشافعي
عضو نشط
عضو نشط



عدد المساهمات : 43
نقاط : 107
عضو نشط : 0
تاريخ التسجيل : 25/12/2012

حضارة اليمن Empty
مُساهمةموضوع: حضارة اليمن   حضارة اليمن Emptyالإثنين يناير 28, 2013 6:24 pm

تاريخ اليمن القديم


من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


اذهب إلى: تصفح، بحث




تاريخ اليمن




التسلسل الزمني لتاريخ اليمن
هذه المقالة جزء من سلسلة
--------------------------------------------------------------------------------




التاريخ القديم



مملكة سبأ



مملكة معين



مملكة حضرموت



مملكة قتبان



مملكة حمير



التاريخ الإسلامي



العصر الأموي



العصر العباسي



الدولة الصليحية



الدولة الطاهرية



بنو يعفر



العصر الأيوبي



الدولة الرسولية



العهد العثماني



التاريخ الحديث



المملكة المتوكلية



الإستعمار البريطاني لعدن



ثورة الدستور 48



إنقلاب 1955



اتحاد إمارات الجنوب العربي



ثورة 26 سبتمبر



اتحاد الجنوب العربي



ثورة 14 أكتوبر



اليمن الجنوبي



الجمهورية العربية اليمنية



حرب 1986



الوحدة اليمنية



حرب صيف 1994



ثورة الشباب 2011




--------------------------------------------------------------------------------
بوابة اليمن
ع · ن · ت


تاريخ اليمن القديم هو التاريخ الذي يتناول الحضارات الصيهدية في اليمن والمناطق الغربية لعُمان وجنوب ما يعرف اليوم بالسعودية من الألفية الثانية قبل الميلاد حتى وصول الإسلام في القرن السابع. يقسم التاريخ اليمني إلى مرحلتين، مرحلة مكارب وملوك مملكة سبأ ومملكة حضرموت ومملكة قتبان ومملكة معين وهي ممالك نشأت في فترات زمنية متقاربة ومن ثم فترة الهيمنة الحميرية على هذه الممالك. أهمية هذه الممالك لم تقتصر على المواضع المذكورة آنفا بسبب سيطرتهم على الطرق التجارية أهمها طريق البخور وطريق اللبان كون اليمنيين كانوا محتكرين لتجارة الذهب والطيب والأحجار الكريمة والمر. إمتد نفوذ هذه الممالك حتى منطقة ديدان في العلا على مقربة من الحدود السعودية مع الأردن حاليا[1] وعلى السواحل الشرقية لأفريقيا وبالذات المناطق الشمالية لإثيوبيا في منطقة أكسوم وأثروا على سكان هذه المناطق الذين استعاروا نظام الكتابة اليمني القديم المعروف بخط المسند[2][3][4] وهناك اعتقاد عند الباحثين أن أهل يثرب القدماء أو من عُرف بالأنصار كانوا جزءا من غرس سبئي أو معيني في الطريق التجارية لغرب الجزيرة العربية [5]

مرت البلاد بعدة أطر من ناحية الفكر الديني بداية بالوثنية وتعدد الآلهة إلى توحيدها من قبل الحميريين [6] وشهدت البلاد تواجداً يهودياً منذ القرن الثاني للميلاد [7] أغلب مصادر تاريخ اليمن القديم هي كتابات خط المسند بدرجة أولى تليها الكتابات اليونانية [8] أما كتابات النسابة والإخباريين بعد الإسلام فلا يمكن الإعتماد عليها بشأن تاريخ البلاد القديم لعدم قدرتهم قراءة خط المسند وإتساع الهوة الزمنية بينهم وبين مملكة سبأ ولكن كتاباتهم معقولة ماتعلق الأمر بالزمن الذي عاشوا فيه [9] إضافة إلى لجوء بعض مؤرخي السيرة النبوية مثل ابن إسحاق وغيره إلى وضع روايات وأبيات شعرية مختلقة على ملوك اليمن القديم لأسباب دينية وسياسية للايحاء بأن اليمنيين القدماء كانوا يحجون إلى مكة وما تواتر عن صراع بين عدنان وقحطان لأجل السيطرة على تلك المدينة، رغم عدم العثور على أي ذكر لمكة في أية كتابة قديمة مكتشفة حتى الآن على كل أراضي الجزيرة العربية، وليس في اليمن فحسب ولا في كتابات اليونان الكلاسيكية فهناك غياب واضح لها في الكتابات القديمة رغم أن السبئيين كانوا يجيدون الكتابة منذ القرن العاشر ق.م على الأقل [10] عدا أن اليمنيين لم يعرفوا قحطان هذا كجد بل عرفوا المسمى كاسم محطة تجارية تابعة لهم في قرية الفاو فهم كانوا يعتقدون أنهم أبناء آلهتهم[11] وهو مايُضعف الإدعاءات الواردة في كتب التراث العربية بشأن التاريخ القديم لليمن والجزيرة العربية بشكل عام فلا توجد دلائل مادية أن كعبة مكة عنت لليمنيين أي شي [12] فلا يعرف متى بنيت على وجه الدقة فلا ظهور لمكة إلا في القرن السادس الميلادي عقب سقوط مملكة حمير [13]

كان للعرب الجنوبيين نظام زراعي متطور وعرفوا ببناء السدود الصغيرة في كل واد وأشهر السدود اليمنية القديمة سد مأرب وإزدهرت تجارتهم وكونوا محطات وممالك صغيرة منتشرة في أرجاء الجزيرة العربية مهمتها حماية القوافل من محاولات الأعراب لنهب وسلب محتوياتها[14][15] وأسسوا إحدى أهم ممالك العالم القديم المعروفة باسم ممالك القوافل وبلادهم باسم بلاد العرب السعيدة في كتابات المؤرخين الكلاسيكية.[16]





محتويات
[أخف] 1 تاريخ البحث العلمي 1.1 الأصول

2 التاريخ 2.1 إنشاء الممالك
2.2 التمرد القتباني (300 ق.م - 200 م)
2.3 العصر الذهبي لمعين (1300 ق.م - 100 ق.م)
2.4 مملكة حضرموت (800 ق.م - 275 م)
2.5 السيطرة الحميرية (115 ق.م - 527 م)
2.6 عصر الإنحطاط السبئي (مملكة سبأ وذو ريدان)
2.7 استفراد الحميريين بالملك 2.7.1 ذو نواس الحميري ومحرقة المسيحيين


3 ممالك صغيرة 3.1 مملكة أوسان
3.2 مملكة دمت
3.3 مملكة جبان
3.4 مملكة نجران
3.5 مملكة كندة
3.6 مملكة هرم
3.7 مملكة نشق
3.8 مملكة ديدان

4 الدين
5 الإقتصاد
6 اللغة 6.1 الزبور

7 المجتمع 7.1 التشريعات والقوانين

8 الفن 8.1 العمارة

9 الجيش
10 سرقة الآثار اليمنية
11 أنظر أيضا
12 مراجع رئيسية
13 إشارات مرجعية
14 وصلات خارجية


[عدل] تاريخ البحث العلمي






إدورد جلازر

كان للنمساويين الصدارة في دراسة النصوص اليمنية القديمة وأشهر هولاء المستشرق إدورد جلازر الذي جمع خلال زياراته الثلاث إلى اليمن حوالي 1032 نقشا قديما[17] وبالتعاون مع صديقه الفرنسي جوزيف هاليفي الذي درس وحده 800 نقش في القرن التاسع عشر ودخل اليمن وتجول بأرجائها كيهودي متسول من فلسطين ليقي نفسه تحرشات القبائل إذ كانت القبائل لا تتعرض لفقراء أهل الذمة بسوء.[18] كانت هناك محاولات متواضعة من مستشرقين إيطاليين ودنماركيين في القرن السادس العشر إلا أنها لم تكن مثمرة. بعد الحرب العالمية الأولى، بدأ عدد من الباحثين المصريين والسوريين "كشيخ الآثريين" المصري أحمد فخري، وله كتابان عن اليمن وتاريخها القديم، بزيارة اليمن والمشاركة في أعمال التنقيب والحفريات. أما أول أمريكي يزور اليمن فكان الباحث ويندل فيليبس وعدد آخر من الباحثين مثل ألبرايت وألبيرت جامه. ثم كان كتاب المؤرخ العراقي الراحل جواد علي العبيدي المعنون المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام وفيه أبدى الدكتور جواد رأيه في كثير من المسائل وأطروحات المستشرقين فلم يكن متوافقا معهم كليا ولا مجرد ناقل بل تناول كتابتهم وكتابات المؤرخين العرب بالنقد والتمحيص كذلك، فهي أبحاث علمية تحتمل الخطأ والصواب. في عام 1987 قام الباحث الألماني ويرنر دوم بزيارة اليمن وتأليف كتاب "اليمن، ثلاثة آلاف سنة من الفن والحضارة في العربية السعيدة" (إنجليزية:Yemen: 3000 Years of Art and Civilisation in Arabia Felix) تطرق فيها الكاتب لأبحاث حديثة حول تاريخ الفنون والتماثيل والمعتقدات الدينية "للعربية السعيدة". وجهود السفير اليمني في مصر محمد عبد القادر بافقيه وكتابه "تاريخ اليمن القديم" الذي تناول فيه المكتشف عن الممالك الأربع بالإضافة لحِميّر وجوانب من أنظمتها الزراعية والتجارية. المكتشف من نصوص خط المسند يمثل نسبة ضئيلة للغاية من تاريخ سبأ واليمن بشكل عام، والدراسات قليلة وغير وافية ومعظم النقوش نُسخ من قبل سياح ومستشرقين دخلوا اليمن متنكرين خوفاً على حياتهم ولم تتوفر لهم فرصة لدراسة النصوص والمعابد بشكل دقيق بعيدا عن المنغصات، فضلاً أن كل المُكتشف الذي تم دراسته عثر عليه على ظاهر الأرض، وما تحتها يتجاوز ذلك بلا شك. فهذه معوقات لا تسمح بتكوين صورة دقيقة ومكتملة عن التطور السياسي للسبئيين وهو ما فتح بابا للجدال واختلاف الآراء والتفسيرات حول دلالات المُكتشف من النصوص[19] وللأسف فإن الأبحاث الآثارية الحديثة في اليمن تتعرض لمضايقات وعرقلة بسبب الاضطرابات.[20] [21]

كتابات النسابة وأهل الأخبار يجب أن تقرأ بحذر وتمحيص شديد لإن مجال الوضع والكذب فيها واسع فعدد كبير من الإخباريين كان يؤلف كتاباً في "فضل" قبيلة ما ومآثرها إما تعصباً أو تكسباً بالأموال [22] ولاحظ الباحثين في العصر الحديث أن الموارد الإسلامية أو تلك التي دونت بعد الإسلام تحتوي شيئاً من الصحة عن التاريخ العربي قبل الإسلام ماتعلق الأمر بالقرن السادس الميلادي على أكثر تقدير مع ذلك لا يمكن الإعتماد على تلك المصادر لإنها لم تعتمد على سند مدون ولا نص مكتوب بل كانت روايات شفهية متواترة تعتمد على القيل والقال وهو حال كل كتابات المؤرخين المسلمين للأسف [23] فمن غير المنطقي من وجهة نظر بعض الباحثين، إدراج النسابة والإخباريين لحوارات طويلة بين شخصيتين تاريخيتين بدون الرجوع إلى مصدر أصلي مدون عن الحوار المزعوم فذاكرة الإنسان مهما كانت لا تحفظ نصاً واحداً بمجرد الإستماع وإحتمالية الكذب والزيادة والوضع كبيرة في ظل ثقافة شفهية كهذه [24] لعل أبرز نتائج هذه الثقافة الأخبار عن الإنتصارات والمفاخر بين القبائل وكلها روايات نابعة من خصومات الإفتعال والكذب فيها جلي [25] وقد كان المؤرخون المسلمون يعتمدون على الشعر لإثبات حوادث تاريخية فيزعمون أن ملكاً أو فارساً أنشد شعراً في موقعة ما وبذلك تكون الفكرة التي أرادوا إيصالها مثبتة تاريخياً في نظرهم ووصل بهم الأمر إلى نسب أبيات شعرية إلى آدم بل إبليس نفسه [26] وحتى إن نقلوا من مصادر مدونة فإنهم يقحمون آرائهم وينقلون عنها من منطلق الواعظ والناصح ولذلك إختلف المؤرخين المسلمين عن اليونان والبيزنطيين كثيراً، فكتابات اليونان وإن عابتها توجهات سياسية إلا أنها أكثر موثوقية[27] وعلى هذا فإن قصص الإخباريين والنسابة ضعيفة ماتعلق الأمر بالتاريخ العربي قبل الإسلام عموماً والتاريخ اليمني بشكل خاص لإن اليمنيين كانوا يدونون بخط المسند وذكروا في كتابات اليونان والبيزنطة ومع ذلك لم يكلف النسابة والإخباريين أنفسهم الرجوع لتلك المصادر بإستثناء قليل منهم كان على إطلاع على كتابات السريان حول بعض التواريخ مثل قصة ذو نواس الحِميَّري [28] وقد تنبه مؤرخون مسلمون في عصور لاحقة لذلك وإنتقدوا أساليب من سبقهم مثل ابن خلدون[29] ولكن من بين الإخباريين الذين بذلوا جهداً معقولاً في هذا الجانب كان المؤرخ والجغرافي اليمني أبو محمد الهمداني مؤلف صفة جزيرة العرب لإنه كان من القلائل الذين حاولوا قراءة نصوص المسند على الأقل وقد زار المواقع الأثرية بنفسه ودون مارآه وهو مجهود لم يفعله أحد من المؤرخين المسلمين [30] ولكنه مع ذلك وقع في أخطاء فادحة [31]

[عدل] الأصول





منحوتة لإمرأة تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد أو بدايات الثانية (القرن العشرين ق.م)
ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الحضارات القديمة منبثقة من حضارات بدائية قامت في العصر البرونزي (امتدادا للعصور الحجرية) في اليمن أم أنهم نازحين من فلسطين خلال العصر الحديدي. فالبعض يعتقد أن السبئيين وغيرهم كانوا امتدادا لحضارات بدائية قديمة جدا قامت في اليمن إلا أن الارتباط اللغوي للعرب الجنوبيين مع الكنعانيين بالذات يرجح نزوحهم إلى الجنوب على رأي علماء المدرسة الألمانية القديمة[32][33][34]، وتبقى هذه مجرد نظرية، فسبب النزوح (إن حدث فعلا) لا يزال غير معروف. ولكن في الفترة التي عثر فيها على كتابات مسندية قديمة في اليمن، كان المصريون قد توغلوا في كنعان وأخضعوها لحكمهم، فيعتقد أن غزو المصريين كان سبب النزوح جنوبا واقتتالهم مع ممالك محلية صغيرة (ممالك مدينة ـ City States) وهيمنتهم عليها.[35] وقد ورد نص مصري عن تلقي الإمبراطور المصري تحتمس الثالث هدايا من يمنيين في القرن الخامس العشر، وهذه الهدايا كانت بخورا مما يدل على قدم سيطرة اليمنيين على مناطق إنتاج البخور ويضعف فرضية النزوح في العصر الحديدي.[36] كشفت أبحاث قصيرة في عام 2001 عن وجود حضارة زراعية تعود إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد وهو ما يُفند النظرية المستندة على التوراة بشأن أصول السبئيين[37] فالعامل اللغوي وما جاء في التوراة عن أعراب سبئيين قرب مناطق اليهود هو ما حمل باحثي المدرسة الألمانية القديمة على ترجيح نزوح العرب الجنوبيين من أقصى جنوب فلسطين. فالتوراة ذكرت ما يٌفترض أنه نسب سبأ ثلاث مرات مختلفة فذكر سبأ من نسل الشخصية التوراتيةإبراهيم من ولد إسمه "قيشان" كان شقيقاً لمدين الذي أنجب ديدان.[38] وذكرت التوراة كذلك أن السبئيين كانوا يغيرون على أيوب ويسرقون بقره ويقتلون الأطفال وهي تعطي دلالة أن عدداً من السبئيين كان بدوياً ويغير على المزارعين في مواقع قريبة من اليهود.[39] وذكرت التوراة أيضا سبأ أخرى شقيقة لحضرموت ومن أبناء يقطان بن عابر وهو الإدعاء الذي تمسك به النسابة والإخباريون الذين ظهروا بعد الإسلام[40] وأنهم كانوا يسكنون "ميشع" ونزحو إلى "سفار" ويعتقد الباحثون أن المقصود بسفار عند اليهود هو ظفار يريم عاصمة الحميريين[41] وذكروا سبأ من نسل كوش[42] وهي إن أثبتت شيئا فهو امتداد نفوذ السبئيين إلى عدة مناطق على شكل مستعمرات، وتعدد المناطق التي قدمت منها القوافل السبئية خلط الأمور على اليهود.[43] ذكر الباحثون في سياسة العرب الجنوبيين تكوين مستعمرات وتمهيد الطرق للقوافل، وبناء على ذلك فلا شك أن جماعة من السبئيين كانوا يسكنون على مقربة من أرض كنعان.[44] وقد عثرت بعثة إسكتشاف أمريكية على آثار من النحاس والحديد وكتابات بخط المسند تعود إلى القرن الثامن ق.م في موقع "تل الخليفة" بالأردن يرى الباحثون أن لها علاقة بالمعينيين في العلا.[45][46] هذا لا يعني اعتبار التوراة مرجعا ولكن الوارد فيها قد يعطي لمحة لبعض التواريخ فكتاباتهم تشبه كتابات النسابة والإخباريين العرب تتعرض للأهواء والأمزجة والأحقاد وأغلبها بطابع دعائي كاذب. وقد عثر الأثريون على كتابات سبئية ومعينية في مختلف أرجاء شبه الجزيرة العربية في قرية الفاو بل في العراق كذلك في موقع "وركاء" على شاهد قبر قديم[47] ولا يعرف على وجه الدقة ما إذا كان هولاء الذين دونوا بالمسند في العراق يمانيين أم من سكان البلاد الأصليين. واكتشفت كتابات معينية في ميناء "عصيون جابر" وهو حسب العهد القديم أحد الموانئ المهمة للملك سليمان وكتابات مشابهة في القطيف.[48][49] ورد في نصوص سومرية كلمة "سبا" في كتابة "لجش تلو" ويعتقد أن المقصود "أرض سبأ" وذلك منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد[50]، وقال هومل أن كلمة "سابوم" الواردة في نصوص لملوك أور هي ذاتها سبأ المذكورة في العهد القديم والقرآن.[51]

كان التبادل التجاري مبلغ علم العبرانيين فلا يوجد في كتبهم سوى أن السبئيين كانوا أثرياء وتجار بخور ولبان وأحجار كريمة، ويظهر أن الأمور اختلطت عليهم بسبب تعدد المواقع التي قدمت منها القوافل السبئية[52] المهم في هذه الكتابات اليهودية هو توصيفها لحال الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية. وقد وجدت كتابات تصف وضعا مشابها في كتابات اليونانيين والرومان. كانت الكتابات اليونانية في البداية مبالغا فيها ويشوبها عنصر الأسطورة ولكنها تحسنت بعد الاتصال المباشر لليونانيين باليمنيين القدماء وزيادة أطماع اليونان السياسية كانت دافعا لهم لدراسة الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية ودراسة مواطن ضعفه حتى أنهم خزنوا ما كتبوه عن اليمن القديم في خزانة مكتبة الإسكندرية واعتبروه من أسرار الدولة التي لا يطلع عليها العامة.[53]

أما الوارد بشأن جرهم وإسماعيل فهي قصص متأثرة بتراث ديني والتأكد منها من ناحية الآثار يكاد يكون مستحيلا خاصة أن معظم الأبحاث الأثرية لا يثبت وجود هذه الشخصيات وإن وجدت فإنها قد لا تكون بنفس الصورة التي صورتها النصوص الدينية [54] ورد اسم قحطان (الجد الأكبر للقبائل اليمنية وسبأ وحمير وكل هذه الممالك حسب معظم النسابة وكتب الإخباريين) ولكن في كتابات مسندية متأخرة للغاية عن القرن الثاني عشر أو التاسع قبل الميلاد ولم تكن بالصورة التي صورها الإخباريون، فذكر سبأ وحضرموت ومعين وحمير وقتبان أقدم من ذكر قحطان بمراحل وورد اسم قحطن كأرض وليس جدا ولا حتى جزء من ميثولوجيا دينية قديمة[55]، فقد ذكر قحطن كاسم أرض لملك كندة[56]، وقد تظهر الأيام والاكتشافات السر وراء أسطورة قحطان هذا، فرغم أن عدد النقوش والآثار المكتشفة يتجاوز العشرة الآف نقش إلا أن الباحثين يعتقدون أن ما تحت الأنقاض يتجاوز ذلك وإن لم يكن البحث عن قحطان هو هدف الأركيولوجيين الرئيسي من عمليات التنقيب التي لا زالت في بداياتها.[57]

[عدل] التاريخ

وجدت شواهد لقبور ميغاليث تعود إلى العصر الحجري القديم ولا زالت الدراسات بشأن تاريخ اليمن القديم في بداياتها فكثير من الأمور لا زالت غامضة وغير واضحة. بدأت تظهر علامات على تحضر في أواسط الألفية الثانية قبل الميلاد في منطقة صبر تحديدا تعود إلى العصر البرونزي وتسبق الممالك الخمس المعروفة. حيث وجدت أطلال لمدينة قديمة ولها أسواق ومباني صغيرة وحفر تقود إلى مخابئ لتخزين الأمتعة الثمينة ولا زالت الأبحاث جارية حول هذه الحضارة الصغيرة من قبل مختصين ألمان [58] لم تجرى أبحاث حول الحضارات الأصلية التي إنبثقت عنها الممالك اليمنية الأربع.






كتابة سبئية من العصر الوسيط، من كتابات كهذه أخذ الباحثون معرفتهم بتاريخ اليمن القديم

كانت البلاد منقسمة على أربعة إتحادات قبلية وعلى كل إتحاد كاهن يقال له مكرب وتعني مقرب ويراد بها الآلهة [59] ومقامهم مقام القضاة أو (عبرية: שופטים شوفيطيم ) في المجتمع العبراني القديم [60] كان المكاربة يحكمون سبأ وحضرموت وقتبان باستثناء مملكة معين وحمير فلم يكن لهم وجود في هاتين المملكتين [61] في الفترة ما بين 1300 - 1000 قبل الميلاد نشأت مملكة سبأ ومملكة حضرموت ومملكة معين ومملكة قتبان وكانت العلاقة بينهم في البدايات جيدة حتى إن بعض ملوك حضرموت ومعين كانوا إخوة من أسرة واحدة [62] ذكر المؤرخ اليوناني إراتوستينس أن جنوب الجزيرة العربية أو (Eudaimon Arabia العربية السعيدة ) كانت تخضع لأربع ممالك أو مجموعات وصفها بإثنيات [63] كل إتحاد ضم عدداً كبيراً من القبائل ويُعرف إنتماء القبيلة في نصوص خط المسند بعبارات دلالية من قبيل "ولد إل مقه" (أبناء الإله إلمقه) أو "ولد عم " (أبناء الإله عم) و"سبأ وأشعبهمو" (سبأ وقبائلهم) وماشابهها من عبارات ساعدت الباحثين في تحديد إنتماءات وأصول القبائل، فقبيلة همدان وكندة ومذحج من مملكة سبأ بينما الحميريين من مملكة قتبان [64] [65] [66] أستطاع عدد من المكاربة من تشييد عدد من السدود الصغيرة لحفظ المياه والاستفادة من مياه الأمطار لري الأراضي واكتشف عدد من الرسومات الفنية والنقوش المصورة لحيوانات في الغالب تعود إلى هذه الفترة ونقوش تشير إلى بناء وتشييد لمعابد، معبد اوام تحديدا وذلك في القرن الثامن قبل الميلاد [67] إستطاع اليمنيون تكوين علاقات تجارية مع الهند والآشوريين وأشتهروا بكونهم تجار عطور وطيب وبخور وذهب وفضة وبهارات وكلها عناصر مهمة للعالم القديم مما زاد من ثراء اليمنيين ومكنهم من بناء السدود مما حدا بالكهنة أو المكاربة تغيير ألقابهم إلى ملوك في فترات لاحقة. وتغيير الألقاب الملكية وإضفاء هالة من الفخامة عليها كان منتشرا بكثرة وتبدل اللقب ودخل أطوارا عديدة حسب أهواء الملوك والحكام [68] ورد في نص آشوري للملك سرجون الثاني تلقيه هدية من مكرب سبئي يدعى يثع أمر ووجد اسم المكرب في نقوش يمنية [69] ووجدت كتابة أخرى للملك سنحاريب وتشير إلى تلقيه هدية من مكرب يدعى كرب إيل أو كرب إيلو حسب اللفظ الآشوري [70] ويستبعد أن نفوذ الآشوريين وصل إلى اليمن وهدف إرسال الهدية كان مجرد تعبير عن الصداقة التي تجمع سبأ وآشور لإرتباطات تجارية قديمة بينهما ومن باب التلطف للآشوريين إذ كان للسبئيين تجارة في أسواق العراق [71] ويعود تاريخ الكتابة إلى 715 ق.م [72] ولم يورد الآشوريين اسمه كاملا في النص مكتفين بكرب إيل واسمه الكامل كرب إيل بين. لقبه الآشوريين بملك وهي دلالة على عدم معرفتهم بألقاب حكام العربية الجنوبية في تلك الفترة [73] وقام عدد من المكاربة مثل ذمر علي بإنشاء عدد من السدود مثل سد رحبم وعملوا على إيصال المياه إلى مناطق عديدة في اليمن ثم المكرب يثع أمر بين الذي قام بتعلية سد رحبم وتقوية دعائمه فزاد مساحة الأراضي الزراعية وإزداد ثراء المزارعين في هذه الفترة وبالذات في مأرب التي أصبحت تناقف صرواح عاصمة سبأ في تلك الفترة حوالي القرن الثامن ق.م [74] يظهر في هذه الفترة نقوش عن عدد من الحروب والإنتصارات لسبأ على معين وقتبان ونجران وكعادة النقوش فإنها لا تبدي أسبابا للإقتتال وتكتفي بذكر الموقع واسم الملك وعدد القتلى من الجانب المهزوم. وكان عدد القتلى في نجران هو الأعلى خلال حملة المكرب يثع أمر بين هذه إذ ورد في النص أن خمسة وأربعين ألف شخص قتلوا خلال إحراقه لمدنها وقراها [75] ويعتقد أن المكرب كرب إيل وتر سار على خطى يثع أمر بين في محاولة الهيمنة على الممالك المجاورة وتلقب بالملك لذلك.

[عدل] إنشاء الممالك

مقال تفصيلي :مملكة سبأ





تمثال "يصدقئيل فرع" أحد ملوك مملكة أوسان (الأوس) وهو من التماثيل والآثار القليلة لتلك المملكة
في بدايات القرن السابع قبل الميلاد غير المكاربة ألقابهم من "مكرب سبأ" أو "مكرب حضرموت " إلى ملك سبأ أو ملك حضرموت وكان المكرب السبئي كرب إيل وتر أول من قام بذلك [76] يعتقد أن ملك مملكة أوسان بدأ بالهجوم وإستطاع السيطرة على ممالك صغيرة تابعة لمملكة حضرموت وقتبان. توجه كرب إيل وتر إلى المناطق الساحلية الجنوبية الغربية لليمن للسيطرة على الممالك التي إستولت عليها أوسان متجنبا صداما مباشرا مع الملك. وإستطاع إخضاع هذه الممالك وبلغ عدد القتلى 3000 وأسر 8000، عندها تحالفت حضرموت وقتبان مع سبأ ضد مملكة أوسان وإستطاع هذا التحالف قمع مملكة أوسان ومنعها من أي محاولة للاستفراد بالطريق التجارية وخضعت أوسان وأراضيها لسبأ دون حضرموت وقتبان [77] وترجمة أوسان أو "أوسن" كما وردت في نصوص المسند هي الأوس لإن النون في آخر الأعلام هي أداة التعريف بلغة العرب الجنوبيين القديمة [78] في هذا العصر هيمن السبئيون على جنوب الجزيرة العربية وكانت حضرموت وقتبان ومعين تابعة لهم ولكن ليس بالكلية، فقد أبقت هذه الممالك على استقلالها وحكمها الذاتي إلا أن تأثيرا وهيمنة سبئية واضحة تظهر. وكانت سبأ قد بلغت أوجها حتى أواخر القرن الثاني أو بدايات الأول ق.م إثر إنقلاب قبيلة همدان على الأسرة السبئية الحاكمة ودخول البلاد حرباً أهلية بين مملكة سبأ ومملكة حمير [79]

كان كربئيل وتر ملكا محاربا وقاسيا دأب على إحراق كل من يبدو فيه تهديدا لسلطة سبأ وكبدت حملاته العسكرية خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والزرع وإن قام بأعمال إصلاحية مدونة في النقوش. دون هذا الملك كتابة طويلة يحكي فيها إنجازاته متفاخرا عرفت الكتابة عند المتشرقين باسم "كتابة صرواح" إستبق فيها الملك إنجازاته كاتبا [80] :






هذا ما أمر بتسطيره كربئيل وتر بن ذمار علي مكرب سبأ عندما صار ملكًا، وذلك لإلهه المقه ولشعبه شعب سبأ





ورد في النص شكر كربئيل للإلهة أن منحته وشعبه أرضاً طيبة وأن مكنته من توحيد شعب سبأ دون تفرقة وتمييز وعلى مساعدته إيصال المياه إلى المرتفعات الجبلية. ثم إبتدأ الحديث عن وقائعه ويبدأ كل جملة بعبارة "ويوم" وتمكن الملك من توحيد البلاد وأبقى على مملكة حضرموت ومملكة قتبان زاعماً أن إلهه أمره برد أراضيهما إلى الإلهين سين وعم أكبر آلهة القتبانيين والحضارم [81] إلا أنه هدم أسوار المدن التي لم يسجلها بإسم سبأ ومرد ذلك خشيته أن تكون محطة إنطلاق لثورات أو تمرد ضده [82]






بقايا معبد المقه في صرواح عاصمة السبئيين الدينية
تولى إبن كرب إيل وتر الحكم وأبنائه من بعده وهيمنت سبأ على جنوب الجزيرة العربية وبقي الملك في سلالة هذا الملك أمداً طويلاً من القرن السابع ق.م وحتى القرن الثالث ق.م إثر إنقلاب قام به الملك وهبئيل يحز [83] ووردت عدة نصوص في نفس الفترة عن تأديب قوات من حاشد لبدو تطاولوا على أربابهم ملوك سبأ كما يُقرأ من النص وتم إسترداد أموال سلبها هولاء البدو وأُخذوا إلى معبد المقه بمأرب لينظر المعبد مصيرهم [84]

وشهد القرن السابع والسادس بالإضافة إلى الحروب والتحالفات،إصلاحات وتشييد لأبراج وقلاع وحصون وتحسين نظام الري وبناء عدد من السدود وإيصالها ببعضها البعض. فسد مأرب هو عبارة عن عدد كبير من السدود الصغيرة المتصلة ببعضها البعض من أرحب إلى أبين وأستخدمت الأحجار الكريمة مثل البلق لبناء الأبراج (محفد) في تلك الفترة [85] وكانت الحصون مبنية بطريقة تسمح للجنود بالإختفاء عن أنظار العدو مع وجود ثقوب تمكنهم من إقتناص أعدائهم دون الحاجة إلى الخروج ووجد هذا النوع من الحصون في حضرموت مثل "حصن عر" القديم والتي لا زالت آثاره وبقاياه موجودة إلى اليوم. وكان الحضارم متفوقين في بناء السفن والموانئ وهو مالم يظهر عند السبئيين الذين كانوا يسيطرون على الطريق التجارية البرية [86] أما مملكة معين، فليس من المعروف ما إذا كانت هي من يسيطر على حضرموت أم العكس إلا أن العلاقة بين الإثنين كانت أقوى من علاقتهما بسبأ ويظهر من النصوص القديمة أنهم كانوا يتحدثون بلهجة متقاربة كذلك أقرب من لهجة سبأ [87] وأستطاعوا في مرحلة ما يعتقد أنها في القرن الرابع قبل الميلاد من إخضاع حضرموت والاستقلال عن سبأ والسيطرة على طريق البخور وإقامة ممالك تابعة على طول الطريق أهمها مملكة ديدان ويعتقد أن يثرب المذكورة في النصوص المعينية كانت محطة تابعة لهم [88] فقد أتبع اليمانيون سياسة مشابهة مع الممالك الصغيرة في الصحراء العربية. فكانوا يمولون ممالك تابعة لهم لحماية الطريق التجارية من غزوات الأعراب على القوافل. فكانت مملكة كندة القديمة التي تعاقب على دعمها أكثر من ملك في صنعاء ومأرب من يوفر الأمان للقوافل التجارية الخارجة من اليمن إلى العراق وفارس وكانت مملكة ديدان تقوم بنفس الوظيفة ولكن للقوافل المتجهة نحو الشام ومصر ودول البحر الأبيض المتوسط وغيرها من الممالك المنتشرة على طول الطريق التجارية[89] لم تكن علاقة هذه الممالك في الصحراء جيدة دائما مع ممالك اليمن، فتظهر عدد من النصوص عن إستغلال سلطتهم على الأعراب لشن هجمات على قوافل خارجة من اليمن أو عائدة إليه على حسب الظروف والمصالح [90]

[عدل] التمرد القتباني (300 ق.م - 200 م)

مقال تفصيلي : مملكة قتبان





أحد المنحوتات القديمة لمملكة قتبان
مملكة قتبان هي أحد أقدم الممالك اليمنية ونظام حكمها بدأ مشابها لسبأ إلا أن المعلومات المتوفرة عنها قليلة وهناك إعتقاد أن الحميريين ورثة هذه المملكة القديمة [91] إلا أن هذا القول ليس أكيدا بسبب إختلاف لسان الحميريين عن مجموعات اللغات الصيهدية أو العربية الجنوبية القديمة فإلى الآن لم يصنف الباحثين اللغة الحميرية رغم أن كتابتها كانت بأبجدية المسند ضمن اللغات العربية الجنوبية القديمة ولا يعرف أصلها على وجه الدقة [92] إلا أن إرتباط الحميريين بقتبان واضح كونهم أحد أبناء الإله عم حسب مفاهيم قتبان.

لم يعرف المؤرخون بعد الإسلام شيئا كثيرا عن قتبان وكعادتهم جعلوه شخصا وساقوا له نسبا ينتهي إلى العرنج والعرنج هذا هو اسم حمير الحقيقي على حد زعمهم [93] منازلهم كانت جنوب مواطن السبئيين وفي الأقسام الغربية المطلة على السواحل في اليمن حتى باب المندب. المشكلة التي تواجه الباحثين في تحديد طبيعة المملكة القتبانية هو أن أغلب الكتابات والنقوش غير مؤرخة عكس أبنائهم الحميريين أو أنها مؤرخة بطرق لم يستطع الباحثين فهمها. إستطاعت قتبان في القرن الرابع ق.م من الاستقلال عن السبئيين وهزموا ملك سبأ "يثع أمر وتر الثالث" وسيطروا على طريق البخور وأصبحوا القوة الأكثر نفوذا بين الممالك الأربعة [94][95] وكتابات قتبان عن القوانين أكثر بالقياس من تلك السبئية والحضرمية وقد وردت نصوص تتحدث عن أعمال تمهيد لطرق في الجبال منها نص يتحدث عن مشاركة كل ولد عم أي كل أبناء الإله عم ودهس (يافع) و"هكحد" وأردف هذه الأسماء بجملة وكل يمن وشامن أي كل الجنوب والشمال ساهموا في إنجاز هذا المشروع وكان المهندس المشرف على هذا العمل رجل قتباني يدعى " أوس بن يصرع " [96] وكان هدف هذه المشاريع التي أستعمل فيها الأسفلت هو تمهيد الطريق للجنود ومراقبة حدود قتبان مع سبأ إذ خشي القتبانيون أن يستغل السبئيين وعورة الجبال فيهاجموهم [97] وغيرها من الأعمال والقوانين التي سنها القتبانيون خلال فترة نفوذهم على الممالك الأخرى التي تعكس وجود فن هندسي متقدم عند العرب الجنوبيين [98] إلا أن المملكة بدأت تضعف في بدايات القرن الأول قبل الميلاد وتحالفت حضرموت وسبأ ضدها ووجدت كتل ضخمة من الرماد في عاصمتها تمنع مما يشير إلى عملية إحراق كبيرة للمدينة. وتقاسمت سبأ وحضرموت أراضي قتبان بينهم مناصفة ولم يعيروا بالا للحميريين الذي كانوا أول من أسقطهم جملة واحدة وأنتقموا " لآبائهم " من هذا الهجوم [99]

[عدل] العصر الذهبي لمعين (1300 ق.م - 100 ق.م)






أسوار مدينة براقش عاصمة مملكة معين

مقال تفصيلي :مملكة معين

مملكة معين هي أقدم الممالك العربية في شبه الجزيرة العربية كلها [100] لم يعرف عنها المؤرخون والنسابة بعد الإسلام شيئا يذكر إلا أنها ذكرت في كتابات اليونان وذكر سترابو أن اسم عاصمتهم "قرنا" (قرناو) وأن الحضارم يحدونهم من الشرق والسبئيين والقتبانيين من الجنوب وهي كلها تشير إلى محافظة الجوف حاليا وقد وصف سترابو هذه الممالك بالبلدان وأن عليها ملكا وبها معابد وبيوت تشبه تلك عند المصريين [101] إكتشف المسشرق جوزيف هاليفي كتابات كثيرة تتجاوز الألفين كتابة من تجوله كيهودي متسول في عاصمتهم القديمة "قرناو" [102] وقد عثر على كتابات للمعينين في منطقة الجوف السعودية (ليست محافظة الجوف اليمنية) وكتابات في الجيزة ويعتقد عدد من الباحثين أنهم المقصودين بلفظة "معينيم" في التوراة [103] وليس هناك اتفاق بين الباحثين حول منشئها وسقوطها فباحثي المدرسة الألمانية القديمة يرون أنهم أصبحوا بدواً وأعراباً في القرن الأول ق.م الميلاد مستشهدين بنصوص سبئية تشير إلى إنتصارات عليهم إلا أن كتابات اليونان في القرن الثاني للميلاد والتي تشير إلى المعينيين بأنهم "شعب عظيم" تعارض ذلك وتظهر أنهم بقوا على الحضارة فترة طويلة [104] يُعتقد أن أول ملك لمعين هو "إيل فع يثع " خلفه ملك هو "أبو كرب يشع" وعثر على اسمه في العلا في كتابة دونها رجل يدعى "أوس بن حيو" وكان أوس هذا كبير المنطقة حينها [105] وورود هذه الأسماء في منطقتي الجوف والعلا وفي توقيت واحد هي السبب وراء إيمان الباحثين أن مملكة ديدان والحجر كانت تابعة لملوك مملكة معين[106] وهذه ال"يثع" و"يشع" و"وتر" التي تعقب أسماء الملوك العرب الجنوبيين هي ألقاب حقيقة وليست جزء ا من أسماء ولادتهم فكلمة "وتر" تعني "المتكبر" أو "المتعالي" وكلمة "يثع" تعني المنقذ وكلمة "بين" تعني الظاهر [107] ويقول جواد علي أن مملكة لحيان كانت مملكة تابعة لمعين وإستقلت عقب ضعفهم في اليمن [108] كان ملوك معين يعينون حكاما على المناطق الخاضعة لهم خارج اليمن ويسمونهم كبراء واكتشف عدد من أسماء هولاء " الكبراء " في منطقة العلا مهمتهم توفير الأمن للقوافل وجمع الضرائب والأتاوات [109] وكان أكبر آلهتهم الإله ود بعد الإله عثتر إلا أنه بقضاء السبئيين عليها إستقلت العلا في القرن الأول ق.م على رأي بعض الباحثين [110]

[عدل] مملكة حضرموت (800 ق.م - 275 م)





صحن حضرمي في القرن الميلادي الثاني
مقال تفصيلي :مملكة حضرموت

هي المملكة الوحيدة حسب المكتشف من النصوص المسندية حتى الآن التي لها علاقات تجارية مع الهند ويظهر أن الحضارم كانوا متوفقين في بناء السفن والموانئ ووجدت كتابات بلغتهم القديمة في اليونان وهي دلالة على علاقة تجارية كذلك. سياستهم كانت قريبة من سياسة الممالك الأخرى وهي السيطرة على الأراضي الخصبة وعقد تحالفات مع القبائل الجبلية وتلك المطلة على السواحل. بنى الحضارم ميناء خور روري القديم المتواجد في ظفار ضمن سلطنة عمان حاليا وتأثيرهم على المناطق الشرقية لليمن والجزيرة العربية أكثر من المناطق الغربية وكانوا مهيمنين على طريق التجارة البحرية من البحر الأبيض المتوسط حتى الهند من القرن الرابع ق.م حتى الثالث إثر سقوطها على يد الحميريين [86][111][112] منذ حملة كرب إيل وتر كانت حضرموت تابعة لسبأ حتى حصلت على استقلالها في القرن الرابع ق.م وكانت من أقوى الممالك وبنت ميناء قنا ولكن كتابات حضرموت قليلة وغير وافية فلايمكن البت في تاريخها القديم بشكل واضح [113] تمكن السبئيون بعد الميلاد من إحراق عاصمتهم شبوةوإخضاعها من جديد فأستطاعت حضرموت جمع قبائل خولان وبنو كلب وقبيلة يام وأستطاعوا تخليص شبوة من السبئيين وكان قائد هذه القبائل ملك يدعى "يدع إيل بين" من قبيلة "يهأبر" الحضرمية [114] وهذا النص هو أقدم النصوص الذي يشير إلى قبيلة يام ولم تذكر نصوص المسند الياميين من قبائل همدان كما هو وارد في كتب النسابة وأهل الأخبار بل يظهر أنهم من قبائل مملكة حضرموت [115] وقد يكونوا همدانيين فعلا ولا تعدو المسألة أن تكون تحالف بين المملكة وتلك القبيلة فخولان المذكورة إلى جانبهم حميريين وليسوا حضارمة.

[عدل] السيطرة الحميرية (115 ق.م - 527 م)

مقال تفصيلي :مملكة حمير

[عدل] عصر الإنحطاط السبئي (مملكة سبأ وذو ريدان)

كان الحِميّريون مملكة صغيرة تابعة لقتبان في غالب عصور ماقبل الميلاد. وردت عدة نصوص عن تحرشهم بحضرموت ومحاولاتهم لغزوها تعود إلى القرن الخامس ـ الرابع ق.م لكنها لم تشكل تهديدا وبنى الحضارم سورا وكفوا أنفسهم غارات الحميريين [116] ويدل نص بناء السور على قدم وجود الحميريين كمملكة وإن لم تبدأ بالتأثير على مجريات الأمور في العربية الجنوبية إلا قبل الميلاد بقليل. ويظهر أن الحميريين عقدوا تحالفات مع عدد من القبائل منها قبيلة "ذياب" وأستطاعوا السيطرة على عدد من الممالك الصغيرة في القرن الثاني قبل الميلاد ودخلوا مأرب أول مرة بعد غزوة أيليوس غالوس وسموا أنفسهم ملوك "سبأ وذي ريدان" إلا أن السبئيين إستعادوا عرشهم وأبقوا على اللقب الملكي رغم أنهم لا يسيطرون على حمير حقيقة [117] غزا الحميريين مأرب للمرة الثانية في العام مائة بعد الميلاد وأستطاعوا إسقاط سبأ وتربعوا على العرش لمدة أربعين سنة حتى إستعاد العرش أسر من حاشد على مقاليد الحكم في سبأ وطردوا الحميريين من مأرب [118]

لكن خروج الأمور ونشوب الحرب الأهلية بدأ فعلياً عقب تآلب حضرموت وسبأ على مملكة قتبان وإحراقهم لعاصمتهم تمنع وجبل العود في أوائل القرن الأول ق.م وإنقلاب "يريم أيمن" زعيم قبيلة همدان على الأسرة السبئية الحاكمة وكان الملك من قبيلة حاشد [119] وأُستعبدت الأسرة السبئية الحاكمة إذ وصفهم الحاشدي بأنهم عبيده [120] كانت تلك بادرة إستقلال القبائل اليمانية وتحزبها إلى حزبين قبيلة همدان المنقلبة على الحكام الشرعيين، والحِميّريين الذين أرادوا الإنتقام من الهجوم على مملكة قتبان[121] ودخلت البلاد حرباً أهلية طويلة ولكن متقطعة تشوبها فترات سلم وإنضمت قبيلتا كندة ومذحج لحِميَّر ضد قبيلة همدان وأحلافهم [122] وإنتزعت أسرة من بكيل الملك من حاشد في النصف الثاني من القرن الأول ق.م وأبرز أقيالهم "إيلي شرح يحضب" وهو الذي بنى قصر غمدان وكثر ذكر مدينة "صنعو" (صنعاء) كثيراً في هذه الفترة كون النصوص مدونة من أشخاص ينتمون لقبائل همدان حاشد وبكيل [123]







صنعاء القديمة حيث يعتقد أن قصر غمدان بني فيها وبناء القصر فيها دلالة على إنتقال العاصمة من مأرب إليها بسبب سيطرة الهمدانيين

[عدل] استفراد الحميريين بالملك





ذمار علي يهبر الثاني ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنت
إنتهت الحرب الأهلية بإنتصار حاسم للحميريين بقيادة شمر يهرعش الثالث وكان على رأس السلطة في سبأ ملك يدعى رب شمس وعلى حضرموت رجل يدعى "شرحئيل" [124] يعتقد أن شمر يهرعش إستطاع إسقاط حضرموت في نفس العام إلا أن رأيا آخر يقول أن سقوط حضرموت كان عام 300 بعد الميلاد [125] وشهد عهد شمر عدة ثورات من أشراف وأسر سبئية بل من قبائل حميرية أخرى إستطاع قمعها [126][127] وتوسع شمر يهرعش فضم تهامة وعسير [125] وأرسل ضباطا كان بعضهم من خولان لنجران حتى تلقب شمر بلقب "ملك سبأ وذو ريدن وحضرموت ويمنت" أي ملك سبأ وحمير وحضرموت واليمن فيكون حسب المتقدم من الاكتشافات والنقوش أول من قام بتوحيد ممالك اليمن القديم وإخضاعها تحت حكم مملكة واحدة ولا توجد دلائل أنه أبقى على بعض الأقيال لتحكم أراضيها ذاتيا كما كان يفعل المكاربة والملوك في عصور مضت قبله [125] قام الحميريين بترميم سد مأرب وأنهوا النزاعات وأخضعوا القبائل من جديد فنعمت اليمن بعصر من الاستقرار مكن الحميريين من مواصلة سياسة أسلافهم فقاموا ببناء القلاع والحصون وإمداد المرتفعات بالمياه. ورد نص يشير إلى "كهلن" (كهلان) دونه رجلان من هذا القسم معبرين فيه عن شكرهم للمقه لإنه رفع مكانتهم عند سيدهم شمر يهرعش [128] ولا يبدو أنهم حميريين بل كانوا ممن أخضعهم شمر يهرعش هذا وفي النص دلالة على إستتاب الأمور أخيرا بعد قرن ويزيد من الصراعات والنزاعات مع القبائل.

يعتقد أن اسم "شمر" الوارد في نقش النمارة لصاحبه امرؤ القيس بن عمرو ملك مملكة الحيرة يشير إلى شمر يهرعش. فقد توغل ملك المناذرة هذا من أطراف العراق إلى نجد حتى وصل إلى نجران التي سماها صاحب النقش "مدينة شمر" وهي دلالة أن الملك الحميري لم يكن قد تجاوز نجران في هذه الفترة. وإنتصر إمرؤ القيس ملك المناذرة [126]

شكل المناذرة خطرا على الحميريين وورد في النص المنذري أن قبيلة مذحج "هربت" ويبدو أن المناذرة إستطاعوا هزيمة كندة كذلك وهو سبب وجودهم في جيش الحميريين الذي إسترد كل المواقع التي غزاها إمرؤ القيس بن عمرو هذا بل ضم مناطق لا يعتقد أنها كانت خاضعة لكندة قبل غزو "شمر يهرعش" وهي البحرين والقطيف والإحساء [129] لم يكن للحميريين ليغزوها لو لم تكن علاقتهم قوية بملوك كندة التي تشير إليهم النصوص ب"كندت" و"آل ثور" الذين كانوا يتواجدون في قرية الفاو والأفلاج في نجد [129] وكانت كندة ومذحج تذكر بأعراب سبأ وكانوا من "ركبم" و"أفرسم" والركبان هم من يقاتل على ظهور الجمال والفارس هو من يقاتل على ظهور الجياد وأستطاع هولاء الفرسان والركبان من مذحج وكندة إخماد تمرد قام في حضرموت كلف الحضارم خسائر فادحة [130] وهذه النصوص دلالة على توافق تام بين الحميريين وكندة. وتذكر كتب أهل الأخبار أن علاقة كندة بالمناذرة كانت علاقة شد وجذب فيظهر تزاوج وإنسجام تارة وإقتتال وخصومة في تارة أخرى وتعلق كندة بالحميريين كان له أثر سئ عليها. فعلاقة المناذرة كانت جيدة مع الفرس ولم تستطع كندة الصمود أمام المناذرة بعد سقوط الحميريين عام 525 - 527 ميلادية.





جزء من تابوت عليه رسومات لأبو هول وأحد النقوش أعلى الرسم يشير إلى "عميانس" أحد آلهة خولان
يعتقد أن شمر يهرعش توفي عام 330 للميلاد [118] وورد اسم "شمر يهرعش" لثلاثة ملوك حميريين هناك إجماع أن شمر يهرعش الثالث حكم مع والده "ياسر يهنعم الثاني" ثم إنفرد بالحكم بعد موت والده. وشمر يهرعش وياسر يهنعم هم "شمر يرعش" و"ناشر النعم" في كتابات أهل الأخبار الذين "عربوا" أسمائهم وإختلقوا الأساطير وراء هذه التسميات بل جعلوه معاصرا للملك سليمان وحاكما بعد بلقيس التي جعلوها حميرية [131][132][133] هذه الأخبار الموضوعة تثبت أن الإخباريين واليمنيين منهم تحديدا كانوا على علم بماضي أجدادهم ولكنهم لم يستطيعوا قراءة رموز خط المسند وإعتمدوا على قصص كبار السن المتوارثة والذاكرة الشعبية لتدوين هذا التاريخ وبالتأكيد أضافوا إضافات من عندهم نتيجة التعصب والتحزب القبلي. خاض شمر حروبا في عسير ووادي بيشة ووادي ضمد وأنزل خسائر بتلك القبائل التي كانت متعاونة مع الأحباش الذين إستغلوا حالة إقتتال حمير مع سبأ لينزلوا أرض الجزيرة العربية. فتذكر النصوص أن ضابطا من خولان أرسل إلى هذه المناطق وتعقب من حاول الهرب عبر البحر الأحمر [134] وإحدى هذه القبائل قبائل عك الأزدية المعروفة [125] وسبي حوالي 2400 شخص وبيعوا في أسواق العبيد في مأرب في نص دونه ضابط من خولان يشكر فيه إلهه المقه أن مكنه من قطع رؤوس المتمردين وشفائه من جروح أصابت ساقه في هذه الحملة ولإنه "شوعن" (وتعني عاون بلغة الحميريين) سيده شمر يهرعش وختم النص بأن سأل الإله المقه أن يمن عليه بذرية ويرعاه ويحفظه في بقية الحروب التي سيقودها لأجل حمير [135]





نقوش بخط المسند في "مأسل الجمح" في محافظة الدوادمي تحكي إنتصارا حققه "أب كرب أسعد" أو أسعد الكامل على المناذرة وذكر معه أقيال مأرب وكندة و"علة" ومن أسموهم "صغار الناس"





مجسم حجري لملك حميري على جدران معبد في ظفار يريم التي أصبحت عاصمة لليمن بعد مأرب إثر سيطرة الحميريين

تولى الحكم بعد شمر عدد من الملوك وإختلف الباحثون في ترتيبهم إلى أن ظهر ملك حميري يدعى "أب كرب أسعد" وهو أسعد الكامل في كتب الإخباريين الذين أضافوا في سيرته الشي الكثير. وبغض النظر عن صحة ماأضافوه إلا أن ورود اسمه عندهم رغم الفترة الزمنية الكبيرة بين عصره وعصرهم دليل على أهمية هذا الملك [136] وورد في مسند الإمام أبي حنيفة النعمان أنه أول من ضرب الدينار [137] تولى الحكم عام 378 ميلادية [138] وهو الذي أضاف لقب عبارة "أعربهم طودم وتهامة" أي "أعرابهم في المرتفعات والتهائم" فأصبح اللقب الملكي عند الحميريين " ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعربهم طودم وتهامة" [139] وعثر على اسمه مدونا بخط المسند في موضع يقال له "مأسل الجمح" وهو في محافظة الدوادمي السعودية [140][141] اسمه موجود في حصن "مأسل الجمح" في المحافظة المذكورة أنفا وإضافة اسم الأعراب كان لشعور هذا الملك الحميري بأهميتهم وبالذات بني كندة الوارد اسمهم بجانب اسمه وقد بني الحصن ليكون موقعا لقوات حميرية تحمي القوافل الخارجة من اليمن والعائدة إليه وهو موقع مهم يصل اليمن بنجد وشرق الجزيرة العربية [142] ونص النقش يقول : أبكرب أسعد وبنهو حسن يهأمن ملكي سبأ وذي ريدن وحضرموت ويمنت وأعربهمو طودم وتهمت بن حسن ملك كرب يهامن ملك سبا وذي ريدن وحضرموت ويمنت. وترجمته :" أب أكرب أسعد وإبنه حسان يهأمن ملكا سبأ وذي ريدان وحضرموت واليمن وأعرابهم في المرتفات والتهائهم إبنا حسان ملك كرب يهأمن ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت واليمن" وفي النص دلالة أن "أسعد الكامل" كان يحكم مناصفة هو وأخيه إبنا ملك سبأ حسان ملك كرب يهأمن وأشير إلى أنهما غزا هذه الأرض بجمع من مأرب وحضرموت و"مقتوى" (ضباط) وجمع من صغار الناس من قبيلتي علة من مذحج وسود وهي من نهد [139][143] وعاش هذا الملك فترة طويلة فهو تولى الحكم قرابة 378 للميلاد إلى جانب والده حينها ويبدو أنه كان لايزال شابا يافعا وتوفي عام 430 ميلادية أو بعدها بقليل فتكون مدة حكمه قرابة الخمسين عاما. وكان ملكا قويا ولذلك كثر ذكره ولم تنساه الذاكرة العربية فقد ذكر الطبري أنه نزل الأنبار ووصل الصين وهي مبالغة بلا شك ولكنها إنعكاس للأثر الذي تركه ذلك الملك [144] وقالوا أنه من أوصى القبيلة الخرافية المدعوة جرهم ولاية الكعبة والاهتمام بها [145] وكل هذه الموضوعات هي للإيحاء بأن مكة ومقدسات قريش كانت مقدسة عند الحميريين كذلك.

توفي أبو كرب أسعد أو أسعد الكامل وتولى الحكم بعده ملوك إختلف الباحثون في ترتيبهم وذكرهم بعض أهل الأخبار. وصل إلى الحكم ملك حميري يدعى "شرحب إيل يعفر" (شرحبيل يعفر) وورد نص في عهده يشير إلى تصدع كبير أصاب سد مأرب مما جعل الملك يستعين بعشرين ألف عامل لقص الأحجار من الجبال وبناء أبواب ومنافذ جديدة لخروج الماء وصرف معاشات للعمال الذين قاموا بهذا الفعل في شهر "ذو ثبتن" من عام 525 في التقويم الحميري الموافقة لعام 450 ميلادية [146] وكان لذلك أثر سئ على كثير من القبائل التي تركت مواطنها خوفا من الموت [147] وللأسف لم يخبر النص عن أسماء هذه القبائل وفيه دليل على وجود أصل تأريخي للروايات العديدة التي يرويها الأخباريون عن تهدم سد مأرب وتفرق سبأ ولكن لايمكن الاعتماد على الكتابات كليا لما يشوبها من الخرافة والأساطير وإن كان بعضها مشوبا بقليل من الحقيقة على رأي إدورد جلازر [148] ورد اسم ملك يدعى "عبد كلل" ولا شك أنه "عبد كلال" الموجود في كتابات الإخباريين ولايعرف أكان ملكا بالفعل أم زعيم قبيلة ثارت على الحميريين وكان مسيحيا وعكس كتابات الإخباريين التي جعلت مدة حكمه تزيد عن الستين سنة فحكمه أو تمرده لم يزد على خمس سنين على رأي فلبي [149] ويبدو أن المستشرق جون فيلبي أو عبدلله كما سمى نفسه كان يحاول الربط بين روايات الإخباريين و"عبد كلال" هذا فلايوجد نص صريح يشير إلى أنه كان مسيحيا أو "على دين عيسى" كما يروق لأهل الأخبار توصيف مسيحيي اليمن [145] ولايمكن الأخذ برواياتهم عن كونه ثائر ومضطهد لكونه مسيحي بسبب وجود المسيحية في ال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حضارة اليمن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اكمل حضارة اليمن
» حضارة قطر
» تاريخ اليمن القديم
» تاريخ اليمن الإسلامي
» فضائل أهل اليمن أحاديث صحيحة للرسول

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدرسة عثمان بن عفان المستقلة :: ملتقى الطلاب-
انتقل الى: