الذكي الأريب يحول الخسائر إلى أرباح، والجاهل الرعديد يجعل المصيبة مصيبتين.
طُرد الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة فأقام في المدينة دولة.
سُجن الإمام أحمد فصار إمام السنة، وحُبس ابن تيمية فصار علم الأمة، وُضع السرخسي في قعر بئر معطلة فأخرج ثلاثين مجلداً في الفقه، أقعد ابن الأثير فصنف أربعين مصنفاً، نُفي ابن الجوزي فتعلم القراءات، أصابت الحمى مالك بن الريب فصار شاعر الدنيا، ومات أبناء أبي ذؤيب الهذلي فرثاهم بإلياذة أنصت لها الدهر، وذهُل منها الجمهور، وصفق لها التاريخ.
إذا داهمتك داهية فانظر في الجانب المشرق منها، وإذا ناولك أحدهم كوب ليمون، فأضف إليه حفنة من سكر، وإذا أهدى لك أحدهم ثعباناً فخذ جلده الثمين واترك باقيه، وإذا لدغتك عقرب فاعلم أنه مصل واقٍ ومناعة حصينة ضد سم الحيات.
تكيف في ظرفك القاسي لتخرج لنا منه زهراً وورداً وياسميناً: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ [البقرة:216].
سجنت فرنسا قبل ثورتها العارمة شاعرَين مجَيدَين، متفائلاً ومتشائماً، فأخرجا رأسيهما من نافذة السجن.
فأما المتفائل فنظر نظرة في النجوم فضحك، وأما المتشائم فنظر في الطين فبكى.
انظر إلى الوجه الآخر للمأساة؛ لأن الشر المحض ليس موجوداً أصلاً، بل هناك خير ومكسب وفتح وأجر.