اعتادت النملة بهيجة أن تعود كل يوم إلى جحرها متهللة. كانت تروي للنمل أصحابها عن الخالق المبدع الذي أوجد هذا العالم الجميل، فكانت تخلق جوًا من الفرح. وإذ عادت يومًا وهي تغني وتسبح الله، سألها أصحابها: "أروِ لنا ماذا أعجبكِ اليوم يا بهيجة؟ نراك متهللة جدًا أكثر من كل يومٍ".
صورة في موقع الأنبا تكلا: نمل ناري، نملة، القدوة - "اِذْهَبْ إِلَى النَّمْلَةِ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ. تَأَمَّلْ طُرُقَهَا وَكُنْ حَكِيمًا" (سفر الأمثال 6: 6)
قالت لهم بهيجة:
بعد أن انتهيت من عملي معكم انطلقت أتمشى على صخرة، ووقفت أتأمل في السماء الزرقاء الجميلة. عبرت بي يمامة تطير، كان جناحاها الجميلان أشبه بمروحتين رائعتين.
قلت لها: "يا لك من يمامة جميلة! لقد أبدع الخالق فأعطاك جناحين جميلين، وصوتًا عذبًا. إني أرى لمسات الخالق المبدع واضحة فيك".
بينما كنت أتحدث معها إذا بتيار جارف يقتحم المكان فانجرفت في الماء.
أسرعت اليمامة إليّ، وقد أمسكت بمنقارها فرعًا صغيرًا من الشجر. تسلقتُ عليه، ثم انطلقت بي اليمامة تحملني بعيدًا عن الماء. لقد أنقذتني من موتٍ محققٍ!
شكرتها على محبتها ولطفها وحنانها.
بعد قليل نامت اليمامة على فرع شجرة، وإذا بصبي يراها، فأمسك بمقلاع ليُصوّب حجرًا عليها ليصطادها. أسرعْتُ إليه ولدغته في قدمه فصرخ وقفز.
استيقظت اليمامة وطارت في الجو، ولم يستطع الصبي أن يصطادها. لقد أنقذتها من يد الصبي القاسية.
إني أشكر الله الذي أعطاني أن أُنقذ اليمامة.
حقًا إني محتاجة إليها، وهي محتاجة إليّ!
ليت البشر يُدركون ذلك فلا يحتقر أحدهم الآخر.
القوي محتاج إلى الضعيف، كما الضعيف إلى القوي.
الكبير يحتاج إلى الصغير، كما الصغير إلى الكبير.
اضغط هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت للمزيد من القصص والتأملات.
أنا محتاج إليك يا مخلص العالم.
أنا محتاج إلى كل طفلٍ صغيرٍ.
هب لي ألا احتقر أحدًا.
ولا أظن إني بلا نفع للآخرين.
لأدرك إنني عضو مع سائر أخوتي.
"فإن كان عضو يتألم،
فجميع الأعضاء تتألم معه.
وإن كان عضو واحد يُكرم،
فجميع الأعضاء تفرح معه"